ذهب علي البخيتي إلى الرياض بقناعاته ومواقفه المعلنة والمكتوبة الرافضة لـ”العدوان” وجرائمه، بشكل واضح.
هذا برأيي اختراق مدروس (وبرغبة من الرياض نفسها) لجدار الصلف الذي ظلت السعودية تتمترس وراءه منذ بداية العدوان، ولم تقبل معه أي رأي غير الرأي المطبل لحربها الخرقاء.
السعودية تتراجع وستتراجع غصباً عنها (وقد نسمع قريبا عن طاولة مفاوضات مباشرة بينها وبين أنصار الله).
حلفاء السعودية خذلوها بعجزهم وفشلهم، وقد حان الوقت لسماع صوتٍ مختلف.
لعل هذا ماتقوله الحفاوة السعودية بالبخيتي .. ومايقوله أيضا الانزعاج غير المبرر لحلفائها اليمنيين من مقدم البخيتي كضيف ثقيل ظل.
لدى الرجل وجهة نظر عموماً
ومن يتابع سلسلة مقالات، كتبها قبل أيام و بلغة هادئة وأقرب للنصيحة، عن الحماقات السعودية التي ترتد على السعودية نفسها؛ سيدرك ما أتحدث عنه هنا.
وأعرف أن تلك الكتابات وصلت على الأقل لأجنحة معتدلة في المملكة واتخذت منها موقفا غير سلبي على الأقل.
بالطبع فإن الحامل الرئيس للقبول السعودي بالتعامل مع أفكار البخيتي بالدراسة من حيث المبدأ، هو موقفه المعلن أيضا ضد أنصار الله، لكن ذلك لايغير شيئا في حقيقة أن ما يدفع بالسعودية لاستقبال شخصية تناهض حربها وتعارضها؛ ليس إلا فشل حربها نفسها وبفعل ثبات واستبسال الحوثيين أنفسهم (تخيلوا لو كانت المملكة قد انتصرت بشكل واضح ونهائي هل كانت ستستمر في استقبال سياسيين واعلاميين يمنيين بكل هذا الزخم، فضلا عن استقبال منشق حوثي، صحيح، ولكنه يرفض حربها ويدينها علناً؟!)
أختلف طبعا مع البخيتي في مسعاه، وفي رهانه، ولا أرى في السعودية خيراً ولا إمكانية لأي تعقل مالم تضطر لذلك، كما أختلف معه في شططه وشطحاته فيما يتعلق ببعض مواقفه تجاه قضايا الداخل، أو مايتعلق بطابع العدائية الشخصية مع الحوثيين والذي يفلت منه أحيانا في كتاباته رغماً عن حذره الشديد..
لكني على المستوى الشخصي أثق فيه حتى لو رأيته في تل أبيب.. فقد خبرته شخصا يملك “حدوداً” ولا يتحرك إلا في المتاح أخلاقياً ووطنياً، رغم كل مايبدو عليه من طيش وانعدامٍ للفرامل، أكثر من الحوثيين أنفسهم أحياناً.